کد مطلب:239416 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:188

اما السفاح
الذی أظهر نفسه فی صورة مهدی [1] .

فهو الذی یقول فی ذلك، فی المشرق و المغرب، و استنوا بسیرته، مثل : محمد بن الأشعث بالمغرب، و صالح بن علی بمصر، و خازم بن خزیمة، و حمید بن قحطبة، و غیرهم .. » [2] .

حتی لقد خرج علیه شریك بن شیخ المهری، الذی كان - علی ما یظهر - من دعاة العباسیین - خرج علیه - ببخارا، فی أكثر من ثلاثین ألفا ؛ فقال : « ما علی هذا بایعنا آل محمد، تسفك الدماء،



[ صفحه 111]



و یعمل بغیر الحق [3] ، فوجه السفاح أبا مسلم، فقتله، و من معه .. و قضیة عامل السفاح - و هو أخوه، و قیل : ابن اخیه، یحیی - مع أهل الموصل، حیث ذبح الآلاف الكثیرة منهم فی المسجد .. هذه القضیة معروفة و مشهورة.

و ینص المؤرخون، علی أنه : لم یبق من أهل الموصل علی كثرتهم الا أربع مئة انسان، صدموا الجند، فأخرجوت لهم.. كما أنه أمر جنده، فبقوا ثلاثة أیام یقتلون النساء، لأنه سمع أنهمن یبكین رجالهن ... و ینص المؤرخون أیضا : علی أن نفوس أهل الموصل قد ذلت بعد تلك المذبحة، و لم یسمع لهم بعدها صوت ، و لا قامت لهم قائمة [4] .

و عندما سألت السفاح زوجته أم سلمة، بنت یعقوب بن سلمة : « لأی شی ء استعرض ابن أخیك أهل الموصل بالسیف ؟! . قال لها : و حیاتك ما أدری» [5] .

و قدتقدمت عبارة الدكتور أحمد محمود صبحی عن السفاح و المنصور معا عن قریب ..



[ صفحه 112]




[1] البداية و النهاية ج 10 ص 69، و التنبيه و الاشراف ص 292.

[2] مروج الذهب للمسعودي ج 3 ص 222، و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 259 . و مشاكلة الناس لزمانهم اليعقوبي ص 22، و ليراجع امبراطورية العرب ص 435.

[3] الكامل لابن الأثير ج 4 ص 342، و الامامة و السياسة ج 2 ص 139، و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 354 طبع صادر، و البداية و النهاية ج 10 ص 56، و تاريخ التمدن الاسلامي ج 2 ص 402، و غيرهم .. و في كتاب طبيعة الدعوة العباسية ص 230 قال : انه « لذلك نقل و لاءه للعلويين، و ثار ببخارا، و انضم اليه أنصار العلويين في خراسان، و كذلك ولاة العباسيين علي بخارا، و برزم، و كانت حركته شعبية . و جابه أبومسلم صعوبات كبيرة في القضاء عليها ... » انتهي.

[4] راجع تفاصيل هذه القضية في : النزاع و التخاصم للمقريزي ص 49 ،48، و الكامل لابن الأثير ج 5 ص 212، حوادث سنة 132، و تاريخ ابن خلدون ج 3 ص 177، و غاية المرام للموصل ص 115، و تاريخ اليعقوبي، طبع صادر ج 2 ص 357، و شرح ميمية أبي فراس ص 216.

[5] النزاع و التخاصم للمقريزي ص 49، غير ذلك.